mardi 27 juillet 2010

برنامج لفك كود الهواتف النقالة mardi 27 juillet 2010



dimanche 25 juillet 2010

معركة لهري dimanche 25 juillet 2010



تعتبر معركة لهري الملحمية من أهم المعارك التي خاضها الزيانيون الأمازيغيون ضد المحتل الفرنسي الذي استهدف إذلال الأطلسيين وتركيعهم، واستنزاف خيراتهم واغتصاب ممتلكاتهم، والتصرف في مواردهم وأرزاقهم، والتحكم في رقابهم وحرياتهم التي عاشوا من أجلها.
ولايمكن الحديث في الحقيقة عن المقاوم البطل موحا أوحمو الزياني إلا في ارتباط وثيق مع هذه المعركة التي سجلت معالم وجوده بدماء حمراء في صفحات التاريخ الحديث و المعاصر في القرن العشرين الميلادي.

- دوافـع معركة لهري:

قرر المحتل الفرنسي إخضاع جبال الأطلس الكبير والمتوسط والصغير قصد تطويق المقاومة الأمازيغية ومحاصرتها برا وجوا وبحرا من أجل فرض الأمن واستتباب الطمأنينة في نفوس المعمرين الأجانب لاستغلال المغرب واستنزاف خيراته الاقتصادية. لكن احتلال المغرب ضمن أبعاد فرنسا الاستعمارية ونواياها المبيتة لن يكون في صالح الحكومة الحامية إلا بالاستيلاء على الأطلس المتوسط باعتباره ممرا إستراتيجيا يفصل الشمال عن الجنوب، ويفصل أيضا الغرب عن الشرق، ويهدد كذلك وجود فرنسا بالجزائر ومدينة وجدة والمغرب الشرقي الجنوبي ، ويهدد كل المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية.
كما يكتسي الأطلس المتوسط أهمية جغرافية واقتصادية على المستوى المائي والفلاحي والغابوي؛ لكونه منبعا لكثير من الأنهار والمصبات بفضل كثرة الثلوج المتساقطة على المنطقة ، والتي تتحول إلى مجار وينابيع وعيون مائية تنساب في الكثير من الأنهار كنهر أم الربيع ونهر ملوية ووادي العبيد. وبالتالي، تساهم هذه الأنهار والأودية في إنشاء السدود وتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن توفر الأطلس المتوسط على خط المواصلات المباشر الذي يربط بين مراكش وفاس عبر أم الربيع وخنيفرة.
وقد دفع هذا الوضع الإستراتيجي الإقامة الفرنسية بالرباط إلى التفكير في احتلال الأطلس المتوسط لفتح الطرق والممرات البرية لتسهيل التواصل بين فاس ومراكش وتسخير خيرات الجبال لصالح فرنسا التي كانت تخوض حربا كونية ضد دول المحور التي كانت تتزعمها الإمبراطورية الألمانية بقيادة بسمارك. كما أن أغلب المقاومين الذين كانوا يحاربون فرنسا كانوا يحتمون بجبال الأطلس المتوسط ولاسيما المقاومين الزيانيين .
و قد أثبت ليوطي المقيم العام بالمغرب في 2 ماي 1914م دوافع احتلال الأطلس المتوسط حينما صرح قائلا:" إن بلاد زيان تصلح كسند لكل العصاة بالمغرب الأوسط، وإن إصرار هذه المجموعة الهامة في منطقة احتلالنا، وعلاقتها المستمرة مع القبائل الخاضعة، يكون خطرا فعليا على وجودنا، فالعصاة المتمردون والقراصنة مطمئنون لوجود ملجإ وعتاد وموارد، وقربها من خطوط محطات الجيش ومناطق الاحتلال جعل منها تهديدا دائما لمواقعنا، فكان من الواجب أن يكون هدف سياستنا، هو إبعاد كل الزيانيين بالضفة اليمنى لأم الربيع".
ونفهم من خلال هذا التصريح أن خوض المعركة ضد الزيانيين بجبال الأطلس المتوسط فرضته دوافع إستراتيجية تتمثل في محاصرة المقاومة الأمازيغية التي كانت تساعد القبائل المجاورة والسهول المحتلة من قبل على التحرر والانعتاق من قبضة المحتل الفرنسي الذي بذل مجهودات جبارة من أجل السيطرة عليها وتطويعها.
- سياق معركة لهري ومراحلها:
بعد معارك ضارية في منطقة تادلا إلى جانب رفيقه في المقاومة موحا أو سعيد، تراجع أوحمو الزياني إلى مدينة خنيفرة التي كان قائدا لها، فجمع الزيانيين ووحد القبائل الأمازيغية بالأطلس المتوسط وتحالف مع القبائل الأطلسية المجاورة، فكون جيشا قويا مدربا على الرغم من نقص العتاد والأسلحة والمؤن التي تؤلهم للاستمرار في المعركة مدة طويلة.
ولما فشل الفرنسيون في استمالة موحا أوحمو وإغرائه وتسويفه ، قررت القوات الغازية بقيادة الكولونيل هنريس Henrys أن تشن حرب الإبادة ضده وضد القبائل الأمازيغية وخاصة قبيلة زيان المعروفة بالشجاعة النادرة وقوة الشكيمة كما يعترف بذلك الجنرال گيوم :" لاتكمن قوة الزيانيين في كثرة عددهم بقدر ماتكمن في قدرتهم على مواصلة القتال بالاعتماد على ماكانوا يتحلون به من بسالة وتماسك وانتظام، وأيضا بفضل مهارة فرسانهم البالغ عددهم 2500 رجل، فكانوا بحق قوة ضاربة عركتها سنوات طويلة من الاقتتال. كما كانت أيضا سرعة الحركة والإقدام إلى جانب القدرة العفوية على المخاتلة في الحرب من الصفات المميزة لمقاتليهم..."
ويتبين لنا من هذا الاعتراف الذي صرح به قائد القوات الأجنبية أن الزيانيين بقيادة موحا أوحمو كانوا من المقاومين الأشداء، ومن المناضلين المتمرسين على فنون الحرب والقتال، يمتازون بالقوة والشجاعة، والاستشهاد في سبيل الله والاعتماد على الإيمان في خوض حروبهم ضد المستعمرين المحتلين، و اختيار حرب العصابات وأسلوب الكر والفر والمقاومة الشعبية السريعة والخاطفة في مواجهة الأعداء المتغطرسين وسحقهم.
وعلى أي، فقد دخل الفرنسيون بقيادة الكولونيل هنريس مدينة خنيفرة في 12 يونيو 1914م بجيش تجاوز تعداده ثلاثين ألف محارب ، فاضطر القائد موحا أو حمو الزياني إلى إخلائها والاحتماء بالجبال المجاورة للمدينة ، فبدأ يشن هجماته المرات والمرات على مدينة خنيفرة، ودخل مع المحتل في مناوشات واصطدامات كثيرة انتهت بخسائر جسيمة في صفوف الجيش الفرنسي.
هذا، وقد تعسكر موحا أوحمو مع أتباعه في مخيم بمنطقة لهري استعدادا لكل هجوم مباغت وفرارا من مدينة خنيفرة التي سيطر عليها الكولونيل هنريس، وتقع قرية لهري على مسافة 15 كيلومترا من خنيفرة.
ولما علم الكولونيل بوجود موحا أوحمو الزياني بمعسكر لهري مع أتباعه القليلي العدد، استغل ليلة شتاء 13 نوفمبر 1914م لمباغتة المقاومين داخل مخيمهم بعد أن أباد الأطفال والشيوخ والنساء بدون رحمة. وهكذا، بادر الجيش الفرنسي بقوات حاشدة لتطويق المقاومة بصفة نهائية، وهنا يقول محمد المعزوزي:" وقام بتنفيذ خطته يوم 12 نونبر، حيث تحرك بأربع فرق تضم 1300 جندي، معززة بالمدفعية، وتوجه إلى معسكر لهري حيث قام بهجوم مباغت على الدواوير ومكان المجاهدين".
وكانت المعركة التي ظنها المستعمر الفرنسي سهلة المرامي، فإذا بها تصبح بفضل شجاعة المقاومين الأشداء حربا حامية الوطيس تلطخت بدماء القتلى وجثث الغزاة التي افترشت الثرى بعد الهجوم العسكري الفاشل:" لقد كان الهجوم على معسكر الزياني عنيفا، حيث بدأ في الساعة الثالثة صباحا، وتم تطويق المعسكر من أربعة جهات في آن واحد، ليبدأ القصف شاملا، حيث قذفت الخيام المنتصبة التي تحتوي الأبرياء، وقام الجنود بأمر من لاڤيردور بمهاجمة القبائل المحيطة بالقرية، فيما استغل البعض الآخر – الجنود- الفرصة لجمع القطيع الموجود من الأغنام والأبقار، واختطاف النساء توهما بالنصر. هذا في الوقت الذي كان فيه حشد آخر يقصد الجبل لتمشيطه من المقاومة، وبذلك تحولت منطقة لهري إلى جحيم من النيران، وسمعت أصوات الانفجارات في كل المناطق المجاورة، وظن قائد الحملة العسكرية على لهري أن النصر حليفه، وأنه وضع حدا لمقاومة الزياني.
غير أنه أصيب بخيبة أمل حينما فوجئ برد عنيف من طرف المقاومين ليدرك بعد ذلك أنه ألقى بنفسه وبقوته في مجزرة رهيبة ودوامة لاسبيل للخروج منها."
بيد أن المعركة ستحسب لصالح موحا أوحمو الزياني بعد أن تحالفت معه القبائل الأمازيغية المجاورة، والتي حضرت بسرعة خاطفة خاصة إشقرين وآيت بوحدو وآيت نوح وآيت بويشي وآيت شارط وآيت بومزوغ وآيت خويا وآيت إحند وآيت يحيى وآيت سخمان وآيت إسحق تسكارت وآيت بوحدو ولمرابطين وقبائل زيان. وقد حاصرت هذه القبائل جميعها الجنود الفرنسيين من كل النواحي ، وطوقتهم بشكل مباغت ومفاجئ ، فواجهتهم بكل الأسلحة الموجودة لديهم من بنادق وفؤوس وخناجر، وقد أبانت هذه القبائل عن محبتها للقائد موحا أوحمو وعن روح قتالية عالية ورغبة كبيرة في الانتقام من الغزاة الطامعين.
وقد أظهرت الحرب هزيمة الفرنسيين بعد مقتل الكثير من الجنود والضباط ؛ مما جعل القواد يطلبون مزيدا من التعزيزات والوحدات الإضافية، لكن موحا أوحمو لم يترك لهم فرصة الانسحاب، فتتبع قواتهم الفارة، فحاصرها من كل النواحي إلى أن فتك بالكولونيل لاڤريدور عند نقطة بوزال؛ مما اضطر باقي جنوده إلى الإذعان والاستسلام لقائد قبائل زيان، بعد أن تمكن المقاوم الأمازيغي موحا أو حمو من القضاء على نصف القوات الغازية المعتدية.
‌- نتائــج المعركة:
حققت معركة لهري التي قادها البطل المقاوم موحا أو حمو برفقة الزيانيين والقبائل الأمازيغية المتحالفة نتائج إيجابية على جميع الأصعدة، ولاسيما أنها كبدت المستعمر المحتل عدة خسائر في العتاد والأرواح البشرية، فكانت بمثابة فاجعة مأساوية بالنسبة للفرنسيين حتى قال الجنرال " كيوم " Guillaumeأحد الضباط الفرنسيين الذين شاركوا في الحملة على قبائل الأطلس المتوسط في مؤلفه "البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط (1939/1912): "لم تمن قواتنا قط في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة"•
وقد بين محمد المختار السوسي في كتابه "المعسول" بأن معركة لهري أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصية عسكرية ذات الرتب العالية ناهيك عن أسر الكثير من الجنود، وفي هذا الصدد يقول :" ومن أكبر الوقائع في الحروب وقعة الهري التي استوصل(قتل) فيها رؤساء جنود الفرنسيين أكثر من 20 فيهم الكولونيلات(colonels ) والقبطانات (capitains ) والفسيانات(officiers )، وتفصيلها أن العسكر الفرنسي تقدم بقوة عظيمة وتوغل في تلك الجبال إلى أن وصل الهري المذكور، فانقض عليه عسكر زيان( بزعامة موحا أو حمو الزياني) ومن معهم وسدوا عليهم المسالك التي سلكوها وجعلوا يقتلونهم كيف يشاؤون ويأسرون إلى أن أفنوهم".
وقد ترتبت عن هذه المعركة مقتل 33 قتيلا من الضباط و650 قتيل من الجنود و176 جريح، وغنم المقاومون المغاربة كثيرا من العتاد العسكري الحديث ، فحصلوا على 3مدافع كبيرة و10مدافع رشاشة وعدد كبير من البنادق وعشرات الخيول المحملة بالذخيرة الحربية والمؤن
.

معركة أنوال



معركة أنوال في 21 يوليو 1921 تعتبر من المعارك الشهيرة في التاريخ العسكري. حيث انتصر أهل جمهورية الريف في شمال المغرب بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي على إسبانيا. فئة قليلة من الريفيين وبوسائل بسيطة حققوا نصرا على جيش عتيد وأسلحة متطورة فتاكة، وتمكن اهل الريف من قتل 25 ألف عسكري مستعمر من الإسبان.

المعركة

تعد معركة أنوال من أهم المعارك التي شهدها العالم الحديث في القرن العشرين. وقد خاضها عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الإسباني معتمدا في ذلك على حرب شعبية كان لها صيت عالمي كبير. إذاً، ماهي أسباب ودواعي هذه الحرب الضروس؟ وما هي الخطة التي اتبعها عبد الكريم في هذه المعركة؟ وما هي نتائجها؟ هذه هي الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها في مو ضوعنا هذا. خرج مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة1906 بوضع المغرب تحت الحماية الأجنبية. فاستهدفت اسبانيا شماله وجنوبه، بينما ركزت فرنسا على وسطه. أما طنجة فكانت منطقة دولية. لقد واجهت إسبانيا أثناء تغلغلها في منطقة الريف الشرقي مقاومة شرسة وحركة جهادية قادها محمدالشريف أمزيان من سنة 1906 إلى 1912. وكانت حملة الشريف الدفاعية منصبة على عرقلة تغلغل الأسبان في أزغنغان بعد مده للسكة الحديدية لاستغلا ل مناجم الحديد في أفرا وجبل إكسان. وقد كبد الشريف الأسبان خسائر مادية وبشرية، كما قضى على ثورة الجيلالي الزرهوني والذي يلقب في المغرب ببو حمارة أو الروكي. وبعد موت الشريف أمزيان في 15 ماي 1912 ستواصل أسرة عبد الكريم الخطابي النضال المستميت ضد التكالب الاستعماري: الأسباني والفرنسي. وستقف في وجه أطماع الحكام الأسبان والطبقة الأرستقراطية المناصرة لسياسة الحرب وأطماع الحزب الحاكم. ولما أحس محمد عبد الكريم الخطابي بأطماع إسبانيا في الريف الشرقي التي تتمثل في احتلال الحسيمة والحصول على خيرات الريف واستغلال معادنها بعد استيلائها على الناظور وتطوان والاستعداد للانقضاض على ثورة الريسوني لاحتلال شفشاون، قرر سي محمد أن يؤسس إمارة جهادية؛ وذلك بتوحيد قبائل الريف مثل: كزناية وبني ورياغل وبني توزين وتمسمان... وأسس إمارته على أحكام شريعة الله وأنظمة الإدارة الحديثة، وأبعد الريفيين عن الفوضى والثأر، وأجبرهم على الاحتكام إلى عدالة الشرع والقضاء الإسلاميين. هذا وقد أحدث عهد عبد الكريم قطيعة بين عهدين:
1- عهد السيبة والفوضى الذي يمتد من أواخر القرن 19 إلى أوائل العقد الثاني من القرن العشرين بكل ما شهده من سخائم ونعرات عشائرية.
2- عهد الثورة التحريرية الممتدة من1921الى 1926، إذ عرف الريف عدة إصلاحات وفي مقدمتها القضاء على حدة الفوضى والثأر.
ولما عرف عبد الكريم نوايا حكومة أسبانيا الاستعمارية نظم جيشه أحسن تنظيم على الرغم من نقص العدد والعدة. وكان عبد الكريم مثالا في الشجاعة والبطولة والعدل والتشبع بالا سلا م؛ لذلك اتخذه الريفيون بطلا جماهيريا يقود ثورة شعبية من الجبليين والفلاحين للدفاع عن ممتلكاتهم وأعراضهم باسم الجهاد والحق المبين. ولايعني هذا أن إمارة الريف مستقلة عن السلطة المركزية؛ بل كانت موالية لها أتم الولاء والخضوع والاحترام. فرضتها الظروف المرحلية والعسكرية. وقد أثبت جرمان عياش في كتابه "أصول حرب الريف" هذه التبعية والولاء عندما أقام المؤلف "لائحة بأسماء عمال مخزنيين تمتد من 1835 إلى 1900 وتشهد على استمرار حضور ممثلين عن المخزن في الإقليم، كما كشف عن وجود ست قصبات في مختلف أنحاء الريف ترابط بها حاميات مخزنية. وكل هذا يدل على أن الريف كان خاضعا للسلطة المركزية على عكس ما تدعيه الروايات الأجنبي.
ولم تكن ثورة الريف التحريرية لعبد الكريم بدافع إقليمي؛ بل كانت بدافع وطني ضد الاستعمار، وبدافع قومي لتحرير الشعوب الإسلامية من ربقة الاستعمار والجهل والتخلف. وإذا انتقلنا إلى سيناريو معركة أنوال، فقد بدأت إسبانيا تعقد أملا على احتلال خليج الحسيمة بعد أن عقد المقيم العام الجنرال بيرينغير صلحا مع قبائل الريف، واستقبل بحفاوة من قبائل الأعيان وبعض الرؤساء من بني ورياغل وبني سعيد وبنطيب. وعاد المقيم العام إلى تطوان متفائلا مسرورا ومشيدا بعمل سلبستري القائد العام للجيوش الغازية المعتدية. كما اطمأن وزير الحرب الأسباني"إيزا" إلى هذا الوضع المريح عسكريا وسياسيا. وعلى الرغم من هذا التفاؤل الزائد، كان الريفيون وخاصة رجال بني سعيد وبني وليشك وأهل كرت على أهبة للانقضاض على عدوهم سلبستري الذي أحرق غلتهم ومنازلهم، وصادر أغنامهم دون أن يدفع لهم تعويضا مقابلا عن ذلك؛ ودفعهم إلى الهجرة نحو الجزائر خوفا من بطشه، ومن موت الفقر والجفاف. هذا، وقد اتفق الجنرال بيرينغير مع رئيس الشرطة الأهلية بمليلية الكولو نيل غبريل موراليس على التوجه نحو الريف للتفاوض مع عبد الكريم؛ وذلك بإغرائه ب7 ملايين دولار، زيادة على أسلحة حديثة وجميع أنواع الذخيرة التي تمكنه من مقاومة الجيش الفرنسي مقابل التنازل عن خليج الحسيمة. لكن عبد الكريم رفض هذه المساومات، وأصدر أمرا يقضي بفرض غرامات على كل من يتفاوض مع الأسبان في هذه القضية المصيرية، كما هدد الأسبان بعدم اجتيازهم "وادي أمقران" وإلا سيتصدى لهم الأبطال الأشاوس من تمسمان وبني توزين. وقد أثار هذا التهديد حفيظة سلبستري، وقرر غزو المنطقة ساخرا من تهديدات عبد الكريم ومستصغرا من شأنه ومن عدته الحربية. وبعد ذلك، بدأ سلبستري في بناء الثكنات والحاميات العسكرية لتسهيل الإمدادات الحربية وتأمين وجود قواته وتمركزها بشكل أفضل ومقبول في كل المناطق الريفية الإستراتيجية، فاقترب الجنرال من ظهار أبران في أواخر شهر ماي1921 لمحاصرة الموقع، وجس النبض؛ بيد أن الريفيين تصدوا للجيش الغازي وألحقوا به هزيمة شنعاء ما زال يتذكرها الشعر الأمازيغي: قديما وحديثا
وعليه، فقد " توجه الثوار بهجوم ضد مركز أبران فاقتحموه، وقتلوا جميع من كان به من ضباط وجنود إلا عددا قليلا استطاع الهروب، فالتحقوا إما بأنوال وإما بسيدي إدريس
وأصدر الجنرال برينغير أوامره لسلبستري بعدم التقدم إلى الأمام؛ لكنه لم يعر أدنى اهتمام لهذه الأوامر، وتوجه مباشرة نحو أنوال للسيطرة على الموقع. وهناك نشبت معركة حامية الوطيس دامت خمسة أيام شارك فيها العدو ب25 ألف من الجنود، ولم يحضر إلى أنوال من مجاهدي عبد الكريم سوى ألفي مجاهد، أما الجنود الآخرون فكانوا ينتظرون الفرصة السانحة، ويترقبون الأوضاع مع زعيمهم عبد الكريم بأجدير. وفي الساعة السادسة مساء من 20 يوليوز1921، وصل عبد الكريم ب1500 جندي إلى موقع أنوال؛ لتشتعل الحرب حتى صباح 21 يوليو من نفس السنة، وانتهت الحرب بانتحار سلفستري وموت الكولونيل موراليس الذي أرسل عبد الكريم جثته إلى مليلية؛ لأنه كان رئيسه في إدارة الشؤون الأهلية سابقا. وقد اتبع عبد الكريم في هذه المعركة خطة التخندق حول "إغريبن"، ومنع كل الإمدادات والتموينات التي تحاول فك الحصار على جيش العدو. " وكانت الضربة القاضية لمركز (إغريبن)عندما أدرك المجاهدون نقطة ضعف الجنود الأسبان المحاصرين المتمثلة في اعتمادهم على استهلاك مياه (عين عبد الرحمـن) ب(وادي الحمام) الفاصل بين (ءاغريبن) و(أنوال)، فركزوا حصارهم حول هذا النبع المائي، وبذلك حرم الجنود الأسبان من الماء، واشتد عطشهم إلى درجة اضطرارهم إلى شرب عصير التوابل وماء العطر والمداد، ولعق الأحجار، بل وصل بهم الأمر إلى شرب بولهم مع تلذيذه بالسكر…كما جاء في المصادر الأسبانية.
وقد تتبعت جيوش عبد الكريم فلول الجيش الأسباني، وألحق به عدة هزائم في عدة مواقع ومناطق مثل: دريوش وجبل العروي وسلوان فأوصله حتى عقر داره بمليلية. وبعد ذلك أصدر عبد الكريم أمره بالتوقف وعدم الدخول إلى مليلية المحصنة لاعتبارات دولية وسياسية وعسكرية. وفي هذا يقول أزرقان مساعده الأيمن في السياسة الخارجية: "نحن – الريفيين- لم يكن غرضنا التشويش على المخزن من أول أمرنا، ولا الخوض في الفتن كيفما كانت، ولكن قصدنا الأهم، هو الدفاع عن وطننا العزيز الذي كان أسلافنا مدافعين عنه، واقتفينا أثرهم في رد الهجومات الاعتدائية التي قام بها الأسبان منذ زمان، وكنا نكتفي بالدفاع عن الهجوم عليه فيما احتله من البلدان مثل مليلية التي كان في طوقنا أخذها بما فيها، من غير مكابدة ضحايا جهادية؛ لكنا لم نفعل ذلك لما كنا نراه في ذلك من وخامة العاقبة، فانه ليس عندنا جند نظامي يقف عند الحدود التي يراعيها…"
ويعترف عبد الكريم بغلطته الكبرى عن عدم استرجاعه لمليلية في مذكراته: " على إثر معركة جبل العروي، وصلت أسوار مليلية، وتوقفت، وكان جهازي العسكري ما يزال في طور النشوء. فكان لابد من السير بحكمة، وعلمت أن الحكومة الأسبانية وجهت نداء عاليا إلى مجموع البلاد، وتستعد لأن توجه إلى المغرب كل ما لديها من إمدادات، فاهتممت أنا، من جهتي بمضاعفة قواي وإعادة تنظيمها، فوجهت نداء إلى كل سكان الريف الغربي، وألححت على جنودي وعلى الكتائب الجديدة الواردة مؤخرا، بكل قوة، على ألا يسفكوا بالأسرى ولا يسيئوا معاملتهم، ولكني أوصيتهم في نفس الوقت وبنفس التأكيد، على ألا يحتلوا مليلية، اجتنابا لإثارة تعقيدات دولية وأنا نادم على ذلك بمرارة وكانت هذه غلطتي الكبرى"-
ومن نتائج معركة أنوال ما غنمه الريفيون من عتاد عسكري حديث. وفي هذا الصدد يقول عبد الكريم في مذكراته أيضا: "ردت علينا هزيمة أنوال 200 مدفع من عيار 75 أو65 أو 77، وأزيد من 20000 بندقية ومقادير لا تحصى من القذائف وملايين الخراطيش، وسيارات وشاحنات، وتموينا كثيرا يتجاوز الحاجة, وأدوية، وأجهزة للتخييم، وبالجملة، بين عشية وضحاها وبكل ما كان يعوزنا لنجهز جيشا ونشن حربا كبيرة، وأخذنا 700أسير، وفقد الأسبان 15000 جندي ما بين قتيل وجريح"-
وكان لهذا الانتصار الريفي في معركة أنوال صدى طيب على المستوى الوطني والعربي، وقيل الكثير من الشعر للإشادة بهذه النازلة العظيمة؛ وقد شاع بعد ذلك أن بعض الأدباء جمع ما قيل في موضوع الحرب في ديوان سماه"الريفيات"، -
وعلى المستوى الإعلامي، وقف الرأي العالمي من الحركة التحريرية الريفية موقفين متقابلين: موقف مؤيد وموقف معارض. " فالتيار المعارض هو بطبيعة الحال، التيار الكولونيالي المتشبع بالفكر الاستعماري الذي له مصالح كثيرة ومشاريع لها علاقة بالمستعمرات، حيث كان من الطبيعي أن يقف مدافعا ومؤيدا لكل السياسات التي كانت ترمي إلى تقوية النفوذ الاستعماري وخدمة أطماعه، ولكن بأقل التضحيات، وكان هذا التيار يتكون من اليمين الأوربي بمفهومه الواسع، ومن النخبة الأرستقراطية بصفة خاصة. وقد انضافت إليه، ومن تلقاء نفسها، أصوات يهودية كانت تعتبر نجاح الثورة الريفية بمثابة القضاء الأكيد على تواجد الجاليات اليهودية بالشمال الإفريقي... أما التيار الثاني، فقد كان يشكله أساسا الرأي العام الشيوعي..."-
أما في أمريكا اللاتينية، فكان ينظر إلى عبد الكريم بمثابة بطل ثوري عالمي يشبه عندهم سيمون بوليفار أحد رواد الحركة التحريرية هناك. أما الرأي العام الإسلامي " فقد كان يعلق آمالا كثيرة على نجاح الثورة الريفية، وعبر عن استنكاره في أكثر من مناسبة تضامنا مع المسلمين في الريف؛ لكنه كان مغلوبا على أمره."
ولقد اتخذت خطة عبد الكريم الحربية تكتيكا عسكريا لدى الكثير من الزعماء والمقاومين في حركاتهم التحريرية عبر بقاع العالم لمواجهة الإمبريالية المتغطرسة مثل:هوشي منه وماوتسي طونغ وعمر المختار وتشيغيفارا وفيديل كاسترو، ولا ننسى كذلك الثورتين:الجزائرية والفلسطينسة. وكانت لهذه الحرب انعكاسات سياسية وعسكرية خطيرة على إسبانيا وفرنسا بالخصوص؛ مما اضطرت هاتان الدولتان للتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الثورة الريفية قبل أن تستفحل شوكة عبد الكريم الذي بدأ يهدد كيان فرنسا ويقض مضجعها. فشن التكالب الاستعماري هجوما عنيفا وكاسحا بريا وبحريا وجويا، واستعملت في هذه الحملة العدائية المحمومة أبشع الأسلحة المتطورة الخطيرة السامة لأول مرة؛ وتم تجريبها على الريفيين الأبرياء من أجل مطامع استعمارية دنيئة
ولقد انتهت هذه الهجمات المركزة على معاقل المقاومة الريفية باستسلام مجاهد السلام البطل عبد الكريم الخطابي يوم 26 مايو 1926، ونفيه إلى جزيرة لاريونيون "la réunion" إلى حدود سنة 1947؛ ليستقر بعد ذلك في مصر.
هذه نظرة موجزة عن معركة أنوال التي ستبقى ذكراها راسخة في تاريخ المغرب الحديث. وما أحوجنا اليوم إلى تمثل دروس هذه المعركة بقيمها النبيلة وأخلاقياتها الرفيعة وبطولاتها الخارقة التي تذكرنا بأمجاد ومعارك وحروب أسلافنا الأشاوس الميامين! وما أحوجنا للتشبع بقيمها الوطنية والقومية للنهوض بوطننا العزيز وأمتنا الإسلامية، والتمسك بالوحدة الترابية لمواجهة كل مناورات المعتدين وأطماع الاستعمار المباشر وغير المباشر.

vendredi 23 juillet 2010

أودادن فيديو vendredi 23 juillet 2010

























علي شهاد فيديو


























dimanche 18 juillet 2010

"حمو أونامير": أسطورة من تراث الأمازيغ dimanche 18 juillet 2010



كان في قديم الزمان ولد يتيم اسمه "حمو أونامير" وكان ذو جمال باهر ويعيش مع أمه التي ربته أحسن تربية وأدخلته إلى الكتاب ليتعلم القراءة والكتابة ويحفظ القرآن. وعندما أصبح أونامير شاباً يافعا صار أجمل من في القرية يحبه الجميع ويعجبون بحسنه وبهائه. وذات يوم استيقظ باكراً كعادته فوجد كفيه مزخرفتين بالحناء. وعندما ذهب إلى الكتاب وبخه الفقيه وأمر بضربه حتى لا يضع حناء في يديه مرة أخرى. وفي الغد وجد أونامير يديه مرة أخرى مزخرفتين بالحناء فضربه الفقيه من جديد، وتكرر ذلك عدة أيام حتى أدرك الفقيه أن أونامير مظلوم فقال له: "لا تنم هذه الليلة حتى تعرف من يضع الحناء في يديك.

حورية من السماء

فعل أونامير ما أوصى به الفقيه فلم ينم تلك الليلة وانتظر طويلاً وهو يتظاهر بالنوم وإذ به يرى صفاً من الحوريات يدخلن من النافذة ويحطن به ويشرعن في وضع الحناء في يديه، وهو يتعجب من حسنهن وجمالهن. ثم خرجن الواحدة

تلو الأخرى واختفين في الظلام قبل إنبلاج الصبح. ذهب أونامير إلى الفقيه وحكى له كل ما رأى. فقال له:"هذه المرة خذ معك خيطاً وإبرة وخط ملابس الحوريات مع ملابسك، وعندما يردن الانصراف أطلق سراحهن الواحدة تلو الأخرى حتى يأتي دور الأخيرة منهن فإن طلبت منك إطلاق سراحها فقل لها بأنك تريد أن تتزوجها."، وفعلاً أحضر أونامير الخيط والإبرة، وتظاهر بالنوم.وعندما جاءت الحوريات قام بخياطة ملابسهن مع ملابسه. ولما أردن الانصراف لم يستطعن ذلك فتصايحن:"نتوسل إليك يا أونامير أن تطلق سراحنا لنلحق بأهلنا في السماء السابعة قبل الصباح."، فأطلقهن أونامير الواحدة تلو الأخرى واحتفظ بالأخيرة وقال لها:"ستصبحين زوجتي." فأجابته الحورية:"دعني أذهب إلى أهلي في السماء فإنك لن تستطيع الوفاء بوعودك لي."


فأجابها أونامير:"سأفي بكل وعودي." ، فقالت الحورية:"أريد منك منزلا بسبع غرف تغلق بمفتاح واحد، تحتفظ به فلا يراني أحد أبداً."، بنى أونامير منزلاً بسبع غرف، الواحدة داخل الأخرى، وأسكن الحورية في الغرفة الأخيرة. وكان يغلق عليها الأبواب السبعة بمفتاح واحد يحتفظ به كي لا يطلع أحد على سره.

رحلة إلى السماء السابعة


ذات يوم طلبت الحورية من أونامير أن يحضر لها لحم الغزال فخرج يصيد راكباً حصانه بعد أن خبأ المفتاح داخل كومة من التبن.وكانت والدته تسأله دائماً عن سر الغرف السبعة فلا يجيبها فسمعت ذلك اليوم صياح ديك لها كانت تربيه :"وجدت شيئاً! وجدت شيئاً !"، فقالت له:"ماذا وجدت يا ديكي العزيز؟" فقال:"وجدت مفتاح أونامير الذي يغلق به الغرف السبعة!". فرحت الأم وأخذت المفتاح وفتحت أبواب الغرف واحداً تلو الآخر حتى وصلت إلى الغرفة الأخيرة، فوجدت الحورية جالسة تمشط شعرها الأسود الطويل وقد أضاء المكان بجمالها. فبدأت توبخها وتشتمها وتقول لها:"ماذا تفعلين هنا؟ اذهبي من حيث أتيت!" ثم أغلقت عليها الأبواب وأرجعت المفتاح إلى مكانه. عاد أونامير من الصيد ودخل على الحورية فوجدها تبكي وقد ابتلت الأرض من دموعها. فسألها عن سبب بكائها فقالت:"لم تف بوعدك لي، واطلع غيرك على سرك." ثم طلبت منه أن يفتح لها النافذة حتى تستنشق بعض الهواء. فتألم لحزنها وفتح لها النافذة فطارت منها وانطلقت نحو السماء قائلة:"وداعا يا أونامير، إن أردت رؤيتي مرة أخرى فالحق بي في السماء السابعة!". مرت الأيام وأونامير لا يأكل ولا يشرب ولا ينام. وذات يوم قرر أن يبحث عن طريقة يتمكن بها من الصعود إلى السماء. فأخذ حصانه وودع والدته وانطلق مسافرا من بلاد إلى بلاد حتى التقى برجل عجوز أخبره بأن الطريقة الوحيدة للوصول إلى السماء السابعة هي أن يحمله النسر العظيم الموجود في الجبل الأخضر. انطلق أونامير نحو الجبل الأخضر سنوات حتى وصل إليه فنادى على النسر العظيم وحكى له قصته، فقال له النسر:"قصتك محزنة جدا، ولكنني عجوز متعب وقد تساقط ريشي فإن شئت أن أحملك إلى السماء السابعة، فاذبح حصانك وأطعمني من لحمه حتى تستعيد أجنحتي قدرتها على الطيران والتحليق!"، لم يستطع أونامير أن يذبح صديقه الحصان الذي رافقه في رحلته الطويلة فقال له الحصان:"إذا كنت سأضع حداً لعذابك فاذبحني حتى تلحق بحوريتك في السماء السابعة." وذبح أونامبر حصانه وهو يبكي وأطعم النسر منه حتى عادت إليه قوته ونبت ريشه، وادخر سبع قطع من اللحم لكي يطعمه إياها أثناء الرحلة. حمل النسر أونامير على ظهره وأمره بألا يتكلم، وانطلق به نحو السماء السابعة. وكلما وصل إلى إحدى السماوات أطعمه أونامير قطعة من اللحم حتى اقترب من السماء الأخيرة فسقطت قطعة اللحم الأخيرة من يد أونامير، وبدأ النسر يضعف عن الطيران، فلم يجد أونامير بداً من أن يقتطع من جسده قطعة لحم أطعمها للنسر حتى أوصله إلى السماء السابعة. جلس أونامير عند عين ماء وهو ينظر إلى الأشجار ذات الأوراق العجيبة والثمار المدهشة إلى أن شاهد حورية عند النبع فقال لها:"أتوسل إليك أيتها الحورية أن تدليني على مكان وجود حوريتي أنا حمو أونامير القادم من الأرض.ققادته الحورية إلى المكان الذي يريد وهناك وجد حوريته وفرح فرحاً عظيما ونسي كل ما جرى له على الأرض. أطلعت الحورية حمو أونامير على كل ما يوجد في قصرها إلى أن وصلت إلى حجر موضوع على فوهة صغيرة وقال له:"لا تحرك هذا الحجر أبدا."

حنين إلى الجذور

مرت الأيام تلو الأخرى واشتاق أونامير إلى والدته ولم يصبر على فراقها، فرفع الحجر وأطل من الثقب على الأرض فشاهد والدته وحيدة وقد عميت من فرط البكاء عليه، وهي تمسك خروفاً وتقول:"لو كان ولدي حمو أونامير حاضرا لذبح لي بيده أضحية العيد." فنسي أونامير نصيحة الحورية وصاح قائلا:"ها أنذا يا أمي عائد إليك، فلا تحزني بعد اليوم!"، وألقى بنفسه من الثقب إلى الأرض فمزقته الرياح وتساقَط قطرات من الدم، سقطت إحداها على عنق الخروف فذبحته، وسقطت أخرى على عيني الأم فعاد إليها بصرها".


"حمو أنامير" كعمل فني


قامت المخرجة المغربية فاطمة بوبكدي بعمل فني يستلهم أحداثه من أسطورة "حمو أونامير" وذلك في جزئين وقدمته باللهجة الأمازيغية وعرضته شاشة قناة 2M المغربية، العمل يحتوي فكرة صراع بين الخير والشر ويدور حول ساحرة شريرة تدعى "تامرويت" كرست حياتها لالحاق الشر بالآخرين وكان من ضحاياها بطل الأسطورة حمو الذي يتعرض للكثير من المخاطر تدفعه إلى ترك أمه ودراسته باحثا عن مكان الحورية التي مدت له يد العون. حيث ينجو "حمو" في النهاية من جبروت الساحرة "تامرويت"

vendredi 16 juillet 2010

مهرجان تمتار أكادير2010 vendredi 16 juillet 2010














mardi 13 juillet 2010

الحس السياسي الامازيغي mardi 13 juillet 2010



تختلف المواضيع التي يتناولها المغني باختلاف طبيعة المغني و ميوله, و مستواه الفكري و الظروف المحيطة به. فنجد فئة من المغنيين يتخصصون في المواضيع العاطفية, و فئة في المواضيع الاجتماعية, و فئة في المواضيع السياسية و غيرها من الفئات و المواضيع.

كما نجد فئة أخرى تحاول الخلط بين عدة مواضيع في إبداعاتها الغنائية. بدورها الأغنية الامازيغية بسوس تنطبق عليها نفس الخاصية, حيث نجد فئات من المغنيين كل و تخصصه , فمثلا عرف عن الرايس سعيد أشتوك أنه شاعر الحب و الغزل, و عرف عن الرايس جانطي أنه مغني و شاعر المقاومة, و عرف عن الرايس محمد ألبنسير بمواضيع سياسية تناولها جزء كبير من رصيده الغنائي .

أما بالنسبة للأغنية السياسية أي التي تتناول مواضيع سياسية محضة , و هنا نقصد الأغنية التي تعبر عن الوضع السياسي و عن هموم المواطن , بل و تصوغ همومه و مطالبه في قالب فني و غنائي, فنجد لها بدورها تجليات و نماذج في الغناء الامازيغي .

لقد غنى الرايس جانطي عن الوضعية السياسية إبان الاستعمار الفرنسي , كما غنى عن المقاومة .
و أبدع أغان حماسية تحت على النضال و المقاومة لجلاء المستعمر.

كما انتقد الرايس المرحوم محمد ألبنسير الوضعية السياسية في المغرب في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي ,بل و تجرأ ليطرح ما لم تطرحه الهيئات السياسية و الأحزاب بالمغرب آنذاك حيث طرح المسالة الامازيغية والتهميش الذي تكابده الهوية الامازيغية حيث قال:

اربي زايد العز اتشلحيت
نتات أس ليغ اتيك إنا غ ساولغ

و في قصيدة أخرى تجرا على انتقاد الملك الراحل الحسن الثاني و سياسته قائلا في هدا السياق:

من واحداوستين انتمجاد ايوكليد
اولاه امك ازدار اداغ افك مقار لبشكليد

مفاد القصيدة حسب البنسير هو أن الأخير بدأ بمدح الملك لكنه لم يلتفت له ليتحول إلى هجائه

كما أننا نجد الحس السياسي و بقوة في أغاني مجموعتي أرشاش و إزنزارن هده الأخيرة سنتخذ بعض قصائدها الغنائية كنماذج لدراسة الحس السياسي في الأغنية الامازيغية .

ازنزارن ..او الثورة الغنائية الامازيغية

لم تكن مجموعة إزنزارن عند تأسيسها في بداية السبعينات تعرف أنها ستغني في فترة الثمانينات و التسعينات عن مواضيع بالغة الأهمية كاختلال موازين القوى الدولية . و عن غلبة منطق القوة و العنف بدل ثقافة الحوار و التواصل و عن تدهور الوضع الاجتماعي و المعيشي لبعض فئات المجتمع , و اكتوائها بنار الفقر و الحرمان , إذ أن إزنزارن في بدايتها اكتفت الغناء بمواضيع عاطفية و غزلية ( إمي حنا , و الزين , الدونيت تزري ….) .

يمكن لمتتبع أغاني إزنزارن أن يلمس الحس السياسي في أغانيها و بقوة منذ الشريط الصادر في أواخر السبعينات , و الذي يحمل عنوان "تسوت أد " حيث ضم الشريط أغاني " الدونيت تكا إزماز " و " إيمحضان " "أوداد " و غيرها . و كلها أغاني تضمنت مواضيع تعالج الفقر و التهميش , كما يضم هذا الشريط أغنية " إمرجانربي" المستوحاة من التراث الامازيغي القديم و التي تحت على التشبث بالأرض , و الهوية و الدفاع عنهما وهذه أبيات من الأغنية :

أسـي سيعـر ءياكايـر ياسيـت ءوساتـــور
أسي سيعر أوتمازيرت ئي واكال نـــون
أح أوايلي تنغوبا ءوسول ئيلي لامــان
ءور ئيسول ماكن يادا ئيسوتار ئيتاسيـــن

أما شريط إزنزارن الصادر سنة في مطلع الثمانينات بعنوان " كـــــار أزمـــز " , فيمكن اعتباره نقطة التحول الحقيقي في مسار أغنية إزنزارن , حيث تضمن مواضيع غنائية ذات أهمية بالغة .فقد تضمن الألبوم أغاني "تيخيرا" التي تطرقت لموضوع الفقر , الحرمان و التهميش, في إيقاع و لحن حماسيين, و تقول قصيدة "تيخيرا" :

نكا زوند ءاكوز ءان يانين ء ءاسولين
ءور نسوس ءمود ءورنكشم تسريفين
ءار نتاناي نيزيض ءار نتاناي ءوفوف
ءار نسمولوغ ءازرك ءور نسول ءور نموت
ءار ءوكان كينغ ئيزاض ءوغني تمارويين
ئيس رادانغ ئيكس ندا فاد ءار كيغ لاومان
ئيس رادانغ ئيكس ءوسمامي لاز ءاركيغ نوفا تيرام
شان إدبوتغراد لحما شين أصميض

مضمون هذه الأبيات يتناول هموم الإنسان الفقير و ظروف عيشه و عمله المتسمة بالاستغلال البشع و الاحتقار بل و التنكر حتى لأدميته.

كما تضمن الشريط أغنية " توزالت " التي حاولت أن تعطي وصفا شاملا في أبيات قليلة لطبيعة العلاقات الدولية السائدة في فترة الثمانينات ثم اقترحت حلولا للإنسانية لتعيش في وئام و سلام . و تقول القصيدة-حسب تحليلنا- واصفة السياسة التي تنهجها الدول الكبرى كالولايات المتحدة و الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة :

ترزمت ئي ووشن غ توزمت ءولي ءاريقرس
تركت الذئب وسط القطيع يفعل ما يشاء .

تكرفت ؤسكاي تكابلت ءاتين ءوريتاغ
ربطت الكلب و منعته من النباح .

و هذا وصف للهيئات الدولية التي لا حول لها و لا قوة أمام الدول الكبرى .

تازنت ءمكسا ستيلي يا ديلسان ءتنتئيلاس
ارسلت الراعي ليجرد القطيع من صوفها .

و تقول القصيدة داعية الإنسانية إلى السلام و الوئام:

ئيلس العاقل ملاد يس إيفاو رانمعيوين
هياغ نسول ماش تودرت تكفاياغ ئي تيلاس
يوداغ ؤسوينكم يوداغ ؤسمامي ترفوفنت
رواحت ءافراك ناغ ئيحصرن ءات نسينف

بعد هدين الشريطين , أصدرت إزنزارن شريطا آخر أواسط التمانينات يتضمن أغاني
" تيلاس " , " البريح" , "ءازيليض" , " أطان", و في هذا الشريط يمكن ملامسة الحس السياسي لمجموعة إزنزارن حيث أن كل أغاني الشريط تحدثت عن الواقع السياسي في استعارة و تشبيه فني و استعانة بعناصر الطبيعة .

ففي قصيدة " تيلاس" نجد مقاطع تقول :

تيلاس أدنكا تياض أدنوفا مدينت أغ
مامنك سيرا إسفيو أيمي وراونم
نوفاد لحيا إموت نوفاد لامان إزوك
مامنك سيرا تنجمت إتوديون أيول
ثم تقول القصيدة :

لحق إمضلت أوقاريض كين فلاس إسمكان
وناياد إكان إزم كين فلاس تيضاف
أفوس غوفوس أدنفسي إكرافن

من خلال هذه الأبيات حسب تحليلينا الخاص نكتشف عبارات و مصطلحات تلامس ضيق الأفق لدى الناس, و تعبر عن الحرمان و عن المعاناة داخل السجون, و لعل هذه القصيدة تعطي صورة واضحة عن ما يسمى في الاصطلاح السياسي المغربي الحالي بسنوات الرصاص , حيث أن هذه القصيدة جاءت بعد سنة 1981 التي عرفت اضطرابات و هزات اجتماعية .
و هنا لابد من المرور على مطلع أغنية " إزيليض " التي تحتوي على أنسنة للطبيعة و تقول :

إكوت أومدلو و لا إزيليض
إكوتن وكاكن و لا أوسمان
إكا أومدلو تيلاس إكد أونزار إمطاون
أكاكن دوسمان أرصاص إيجوي إكا تكات

شريطي" أنمال" و" نتغي" ..تعبير عن هموم الإنسان

و يعتبر شريطي " نتغي " و"أنمال" الصادرين في مطلع التسعينيات تتويجا لمسار إزنزارن و لمسيرتهم الغنائية و النضالية, حيث كان الشريطين في قمة الإبداع من حيث الكلمة, و اللحن حيث لامسا العالمية, و وشمت مجموعة إزنزارن بهما اسمها في التراث الغنائي العالمي كمجموعة جادة و ملتزمة . و هذه أبيات من قصيدة " ألاطيف " التي تضمنها الشريط :

ألاطيف ماتاغاد ئيتمتوتلن ئي واوال
ساول ءات نيت إميدن فتيلي خاصانين
نسغالك نيت ءايازال كيي لي ئينان
ئيراد نكلي دييض ءورسارئيلاس الحال
و تيلاس نوزال إكوت ماكنت أور ئيسن

ثم تقول القصيدة :

الحق ئيكس أس لغرض ألن إغي ياس أفوس
ألاطيف تتنكر تزيط مان أوال نقاي
مناصا غ وامان ئيكلب مناصا سودان
مناصاغ وولي فردنت مناصا أزومنت
وهده ترجمة لبعض الابيات :
المصلحة, قبضت يد الحق و جعلته أعمى
آه كثر الخصام و لم نكد نسمع شيئا
نصف الناس غرقوا في البحر و النصف نجى
نصف القطيع يرعى و النصف الآخر جائع

هنا تصور للوضع السياسي الذي تسوده المحسوبية و الزبونية , و كذا للوضع الاقتصادي و الاجتماعي الذين يتميزان بالطبقية و بالفوارق الاجتماعية .

هكذا تظهر إزنزارن كمجموعة غنائية أمازيغية , معتمدة على الكلمة الموزونة و الحاملة للمعنى , و به تكون إزنزارن حاملة للمشعل الغنائي الأمازيغي و أوصلت بقصائدها المغناة هموم الإنسان و مطالبه إلى أبعد الحدود .

و لما نتحدث عن إزنزارن فإنه فكر , و إبداع و نضال و تحدي و سمو , و ترفع عن المصلحة الشخصية, و ما مجموعة إزنزارن إلا تجليا لذلك .

الرايس محمد الدمسيري

 فنان الفقراء
الرايس الحاج محمد الدمسيري

أنشد المرحوم الحاج محمد الدمسيري فأبدع, وعزف على ربابه فأطرب وشغل بفنه جيلا كاملا من المحبين وعشاق الكلمة الصادقة الهادفة واللحن الأصيل ولم يكن من الغريب في شيء أن يكنى من طرف محبيه وزملائه بلقب >لعاليم< وهو لقب لا يطلق في مجال الفن الأمازيغي إلا على صاحب >الصنعة< المحكمة من الشعراء الذين يرسلون القول على سبيل الحكمة··· ولد سنة 1940 في قرية >تامسولت< إحدى قرى قبيلة >ينديمسيرن< ونشأ في هذه القرية وترعرع فأشبعته البيئة البدوية بروح عالية إلى معانقة كل شيء جميل وكغيره من صبية القرية كان يتردد على الكتاب لحفظ القرآن وكان لهذه المرحلة من طفولته صدى كبيرا في شعره ووقع رنان عكسه الكثير من أبياته فلقد أعجب الحاج محمد الدمسيري منذ صغره بإشعار الحاج بلعيد والحاج محمد موراك وبوبكر إنشاد وتطور هذا الإعجاب إلى رغبة قوية في تقليدهم والسير على خطاهم فاشترى لنفسه ربابا ولكن أباه الذي كان حلمه أن يرى ابنه ذات يوم فقيها ما كان ليوافق على رغبة ابنه فأخفى عنه ما مرة الرباب وحاول إقناعه بالتخلي عن الشعر ولكن طموح الدمسيري وعزمه لم تنله منه معارضة والده· فمضى يحمل ربابه وبرفقته بعض أصدقائه يطوفون في القرى المجاورة لهم ولم يكن خروجه من القرية إلا انطلاقة موفقة نحو عالم الشعر·

وفي بداية الستينات هاجر للعمل بالخارج رفقة بعض زملائه فقضى فترة من الوقت ينتقل بين سويسرا وألمانيا ورغم تلك الظروف فإنه لم يبق بعيدا عن الشعر بل يروح عن نفسه وعن العمال الآخرين بغناء قصائد شعرية تنسيهم آلام الغربة وتقربهم من أجواء بلدهم وتحملهم إلى المناخ الذي تنفسوا فيه وترعرعوا بعدها عاد إلى أرض الوطن وأبدع في مجال الكلمة حتى بلغ بالصياغة الفنية في الشعر الأمازيغي أعلى المستويات واستطاع أن يكون مدرسة قائمة الذات وأحتضن عددا من الأصوات أرشدها وعلمها ووجهها الاتجاه الصحيح لتخرج إلى الساحة الفنية·
الحاج محمد الدمسيري عبقرية فريدة شاعرا ومغنيا وملحنا، حرك الوجدان وأجج العواطف، الهب حماس الجماهير الشعبية الفقيرة التي ظل طوال حياته وفيا لقضاياها وهمومها بل واجه من أجلها الآفات واللأهوال .لقد ترك الفقيد مادة خام للدراسات الاجتماعية وغيرها حيث تناول جميع الأغراض الدينية والاجتماعية والوطنية والسياسية فهو ليس من النوع الذي اتخذ الأغنية وسيلة للترفيه فقط بل كان شاعرا ومبدعا وملحنا والأشرطة التي بين أيدينا اليوم والمحملة بروائعه لتعتبر كتبا ناطقة·
والآن وبعد كل هذا من يتذكر هذا الفنان ذكراه 16 لرحيله ؟ ألا يستحق أن تقام في ذكراه ندوة وطنية كبرى لدراسة أشعاره وألحانه ومسيرته الفنية· آلا تستحق ذكراه التفاتة من وزارة الثقافة لتنظيم ملتقى سنوي له؟ أين هو التكريم الذي يستحقه؟
أليست من الرداءة أن يتنكر البعض لمثل هذا الرجل الذي تمكن من أن يمنح للأغنية المغربية روحها الأصيلة وبساطتها والفتها ويفتح الطريق أمام الخطوات الغنائية·
والحق يقال فالمرحوم الحاج محمد الدمسيري عاش عمرا فنيا بصدق الفنان لم يقدم لنا إلا ما آمن به وشعر باطمئنان له· إن ما تركه الدمسيري بحاجة إلى دراسات ومؤلفات···
إلا أن الواجب يفرض على الأقل التذكير والاعتراف بالجميل لمن كانوا يشقون في سبيل إسعاد الآخرين ·

الرايسة فاطمة تباعمرانت


فاطمة تاباعمرانت نجمة لامعة في حقل الفني الامازيغي . جمعت بين نظم الشعر و لحنه و غنائه و أعطت أهمية كبرى للكلمات و الموسيقى الامازيغية متبعة بذلك خطى المرحوم الرايس محمد ابنسير الذي يعتبر من أعمدة الفن الامازيغي لان شعره يصب في شرح معاناة الإنسان في الحياة من جراء متاعبها و كذا الاحتقار الهوياتي الذي يتعرض له الامازيغ .
جاءت فاطمة تاباعمرانت زادت الكثير عما قام به ابنسير . لقد فتحت طرقات للآخرين علمتهن أن الامازيغية هي بئر عميق مملوء بماء الحياة يقدر كل من أراد أن يرتوي منه امازيغيا كان أو غيره ليزيل عنه الأوساخ التي لطخ بها - الكراهية العنصرية…- تاباعمرانت هي زارعة لرجاء شعرها و أغانيها ورود عطرة لتجديد العهد بالهوية الامازيغية.
لقد قامت الجمعية المغربية للبحت و التبادل الثقافي بإصدار كتاب يجمع بعض من أشعارها و تعريفا عنها وعن كل الجوائز التي حضت بها وكذا كل عناوين التي كتبت في حقها في الجرائد . عدد التقريبي للجوائز المذكورة بالكتاب 15 جائزة
وعدد المقالة التي كتبت عنها تقريبي كما ذكر في الكتاب 73 مقالة.

شهادة
للحسين بن يحيا كويجان - لقد عاشرتها اكثر من عشر سنوات شاركتها أيام ربيعها و أنا شاهد على تبليغها رسالتها بإتقان باهر.
تعريف عن فاطمة تاباعمرانت نجمة الفن الامازيغي
هي شاهو فاطمة بنت محمد المشهورة بفاطمة تاباعمرانت من قرية ئيدوناصر قبيلة آبت بوبكر في آبت باعمران بالمغرب ازدادت سنة 1962 تربت بإيفران قرية ئدسالم قبيلة ئداوشقرا لان أمها ماتت و هي صغيرة قضت معظم سنواتها عند عمتها في قرية ئداوعزيز قبيلة ئدلعاربا بلاخصاص.
ابتدأ مشوارها الفني سنة 1983 على يد الرايس جامع لحامدي و انتقلت إلى فرقة الرايس سعيد اشتوك ثم إلى فرقة الرايس مولاي موحماد بلفقيه الذي أمضت بها وقت طويل و أخيرا إلى فرقة الحاج محمد ابنسير رحمة الله عليه مدرسة الفن الامازيغي رغم أنها لم تدم معه إلى ثمانية شهور




إلا أنها تعلمت منه الكثير في فن الروايس .
سنة 1991 أسست مجموعتها أتمرت جهودها بمجموعة من تلامذتها في الفن مثل ئجا تحيحيت و فاطيم تاييسارت و مولاي حمد داودي و عمر ازمزم…وأخريات واخرون.
لقد زارت فاطمة تاباعمرانت كل تخوم بلادنا المغرب لم تترك قبيلة إلا و شاركت في احواشها و غنت بها . زارت و أقامت حفلات خارج ارض الوطن منها ميلانو بإيطاليا 1994/07/15 و غنت يوم 1994/07/16 بأوبرا كارني بباريس يوم 1994/07/17 غنت ببلاص ما رشي بباريس و كذا بسات قرب مارسيليا.
عنت بالمعهد العالم العربي بباريس سنة 1997 و سنة 1998 بهولندا مدينة ؤتريخت وامستردام و روطردام .
ببلجيكا كذلك سنة 1999 ب smap بباريس.و 30 مارس 2002 شاركت ب مهرجان :voix de femmes du 21 au 30 2002 Bruxelles, antwerpen,liège, huy.
قام العديد من الباحتين الجامعيين مثل عبد الله القاضي بجامعة اكادير1995.
و إبراهيم لسري بمدرسة الدراسات العليا لعلم الاجتماع بفرنسا سنة1998 .


ملحوظة : الكتاب تم إصداره باللغة الامازيغية وترجمته إلى العربية.
ءازول


ءاييمازيغن سالام ن ربي نع فلاون
ءازول ن باب نغ فلاك ئكا ءاوال ئيميمن
ءاد ؤر تمهالت ءايامازيغ ءاوال نك
ءات ؤر توت ؤر سيسن طربيت ءاراو نك
تاروا ن تميزار نغ ئمازيغن كولوكن
ءاراغ ئسندام والي يوضرن ءاراونس
ؤراس ملين ءاوال ءامازيغ ءاتيسان
ئغ تيد ئوين ءايزر لبلاد ءايسن لاصل
ئخيصيتن ماس ئجمعا دلفاميلانس.
ئغ كيك ئلا سيعر ئكاك لهم خ تاسانك
عاو ناغ ءاك نعاون ءانجنجم تاووري نغ
ءاسول ؤر ئحكر يان ءامازيغ ئغ ئساول
لاصل ءاييد ئيفلن ءاوال ءاد لي ساوالغ
ؤرد ئكوري غار غاساد ءاداغ سنتالن
ؤر كيس لعيب ءانساول نازل ف لحاق نغ
ؤلا هلي نادر ئيغراض ءايي سرواتن
ؤهو ئتما صبر غيكاد ؤراغ ئسوفغ
ؤر كيغ لكينونت ءاداغ نزلن ئكوراين
ءافهيم ءاك نساقسا واخا كيغ ءامر لونت
يا ؤر ئرين ءايساول ماداس ئساوالن
ئغ كا تمهلت ئخف نك تادرت ئوالن نك
مايران ءاسيتون ساوالن ءاداك ئنا : "عاقل"
ءارجا ف لاه ئنتلكم ييديل اتافوكت
والايني راد ييلي واضو رات ئسايل
غاكودان ءاراد فين ئيزنزارن تيفاوين
راد سول ئباين لحاق ءاويدات ئسنتالن
هان ءاودي سيعر ئرا توكاس تامونت
ئغ تلا تيفاق تيكصاض ؤرا تيلينت
ؤر سولاك تسيود ؤلكماض ئعساويين
وانا ئنغا سيعر ئغ ئكيز ءاكال ئليحت
ئغاك ييوي يا تكوضي ئساد ئفال مراوت
ؤر كيتنغ ئلا صبر بزيز ءاساساوالغ
يوف داري واوال ءاد امازيغ كرا طافغ
ئغ فلاس موتغ ؤراغ ئهول روح ئنو
سيدي ربي عاوناتاغ غ ءادافغ تيفاوت
نيوي تيويزي ن واوال نكاسنت نييت
غينا كيغ ءايي ؤر ئعدم ربي تيليلانس
ءاوري تاويت ءالموت غويد ءاغ ئلا سيعر
ءار كيغ نسمد رجا ئيغويد ءارا سول نفل
مايران ءاداغ ئبضو ئسكر كيغ ئغراسن
نكا ئموسلمن نومن س ربي لاغ ئخلقن
سيدي ربي جنجم ءاغرابو لبحر لاسن
ئما سكا شمان ديفير ءاداسنت ئصلحن
ءايحوكو ووزال واياض ءادنغن تانيكت
هان ءامال ن سوس كيكان ءاداس ؤر ئفاقت
ءاشكو كولو لاوليا ن ربي كاس ئعمر
يان كيسن ييوين تاكات ئبرا غ راحت
ئسانات ئساغد ئفل نابي نغ لوصييت
وايك لحوب لواطان ءاداك ؤر ئفلت
ءاشكو هان ئكا غ ليمان ئكا غ تموسلمت
يان غ ؤرئلي سيعر ءاسيد ءاجنوي غرساسن
وانا غ ؤرئلي نبرات ءاديس ماقارغ
هان لماليك نغ ئكا لمضرست ن لعيلم
ئستاهلا ءاداس تاكات لبال ئغ ئساول
ءاداغ ئدوم ربي اكليد ناغ ئصلحن
ياناغ ؤر ئرين مايي سوكرن ئغ ئساول.
ترجمة للعربية
التحية
يا امازيغ سلام الله عليكم
سلام أبى عليك هو حلو الكلام
لا تهمل يا امازيغي كلامك
لا تنسى أن تربي به ولدك
أولاد بلداننا امازيغ كلكم
نتحسر على من وضر ولده
لم يعلمه الكلام الامازيغي ليعرفه
إذا أتى به للبلاد ليعرف اصله
يحتاج بما سيتواصل مع أهله
إذا بك ضمير يولد بكبدك هم
ساعدني أساعدك لننجح عملنا
كي لا يحتقر أحد امازيغيا إذا تكلم
اصلي ترك لي اللغة التي أتحدث
لم اخلق اليوم كي يحجبونا
ليس عيبا إذا طالبنا بحقنا
احسن من أن ننحني ليضربونا
لا لا تلاشى صبري هذا ليس نافعا
ليست بهيمة لكي تنزل علي العصا
يا فاهم أسألك و لو كنت فقط أنثى
من لم يرد التكلم من سيتكلم له
إذا حذرت الرأس و حذرة عيناك
من الذي سيقول لك : "أعقل "
الرجاء في الله غطتك الطحالب يا شمس
لكن ستهب الريح ستقتلعها
و سيحض الماء بأشعة الشمس
سيظهر الحق يا من يغطونه
الشجاعة تحتاج للهمة و الاتحاد
إذا اتفقنا الخوف لن يكون
الحنش لا يخيف العيساويين
من قتل شجاعا إذا توفي دفن
إذا مات قتل عشرة مكانه
لا وجود لصبر عندي مرغمة أتكلم
لغتي الامازيغية هذه احسن ما عندي
إذا مت لأجلها لا يهمني روحي
ربي ساعدني كي أجد النور
جمعت لغتي وحدتها بنيتي
أينما حللت لا يقطع الله سخاءه
لا تأخذي يا موت الشجعان
حتى نزيد من رجاءنا في خلفنا
من يريد أن يقسمنا ليصنع فينا طرقات
نحن مسلمون مؤمنون بالله الذي خلقنا
ربي انقد السفينة البحر ظلام
سكة الحديد هي الأصلح لها
ليحتك الحديد بأخيه ليقتلوا الصدأ
أن ارض سوس الكثير لم يتمكن منها
لان أولياء ربي معمروها
من دعوا عليه تبرأت منه الراحة
اعلموا أن النبي ترك وصايا
إياك حب الطن لا يفلت منك
انه من الإيمان هو الإسلام
من لا شجاعة له فليمت
من ليست به برئت منه
إن ملكنا مدرسة للعلم
أنصت له إن تحدث
الله يدوم علي الملك الصالح
من لا يحبني لا يضرني إن تكلم.

lundi 12 juillet 2010

افلام تاشلحيت lundi 12 juillet 2010


                                          إضغط هنا

افلام اجنبية

afatar


wilderness

ou nom de roi

street frghter film de van dam

dragon rouge

dimanche 11 juillet 2010

الأمازيغية في الواقع الأمازيغي dimanche 11 juillet 2010


الأمازيغ وبحسب المؤرخين هم عبارة عن بقايا الشعوب التي كانت تحت الحكم الروماني والفينيقي ومن بعدهم البيزنطيين ،، والامازيغ قبل الإسلام كانو مجموعة همجية لاتعرف للحضارة سبيلاً يملئهم الغدر والخيانة كان الرومان يطلقون عليهم لقب (بربر) وهي تعني المتوحشون المتخلفون اصحاب اللحى الطويلة وهذه الكلمة موجودة في اللغة الانجليزية بنفس اللفظ (berbers)

وما تجدر الإشارة إليه هو أن الأمازيغية لم تنل قسطا مناسبا على غرار اللغات الأخرى في أبحاث الدارسين. ذلك لأن الأمازيغية لم تدعم بأيديولوجيات دينية أو قومية كما حدث للغات العربية واللاتينية التي أكتسبتا اللغة الرسمية للدين الإسلامي في المجتمعات الإسلامية في حين جعلت اللغة
اللاتينية لغة الدين المسيحي في أوروبا قبل أن يساهم الاستعمار في نشرها على نطاق واسع.
كما أن اللغات السامية لم تظهر إلا في الألفية الثالثة قبل الميلاد، في حين أن الأمازيغية ظهرت مع الإنسان القفصي على أقل التقديرات، والإنسان القفصي هو الأمازيغي الأول الذي ظهر في مدة تتراوح بين الألفية السابعة والتاسعة قبل الميلاد وهذا يعني أن الأمازيغية أقدم بأربعة آلاف سنة عن اللغات السامية، والأستاذ مصطفى أعشي يلخص ذلك في أحد المقالات المنسوبة إليه بأن الأمازيغية أقدم من اللغات السامية إن لم تكن هذه الأخيرة تفرعا للأمازيغية. شيء من هذا القبيل نجده عند كارل برسه في أحد حواراته ردا على العلاقة الاستعرابية بين الأمازيغية والعربية حيث يرى أن الأمازيغية أقدم بكثير من العربية على الأرجح. ويدعم هذا الطرح ذاك الاكتشاف الهام في جنوب المغرب، حيث اكتشفت وبالصدفة مدينة أمازيغية في جنوب المغرب تعود إلى خمسة عشر ألف سنة قبل الميلاد كما يرى البعض وعلى رأسهم أستاذ علم الآثار مصطفى أعشي، في حين يرى البعض الآخر أنها تعود إلى تسعة ألف سنة قبل الميلاد.

mardi 6 juillet 2010

اسرار الامازيغ mardi 6 juillet 2010



عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور
(Moors / Mauri)وتشبه في مخارجها كلمة (مغربي)واشتقت منها كلمة "موريطانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب ال�مازيغي وهي النوميديون، الموريتانيون، والريبو (, R'bw). وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربر. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات، كما كان يسمي الهنود غيرهم "مليج" ويسمي العرب غير المتكلمين بالعربية بالعجم. ويجدر الذكر أن لقب البرابر أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. ووقع أيضا ساكنة سوقطرة الجزيرة تحت مسمى البربر.

الدراسات العلمية الحديثة
أثبتت الدراسات[2] على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا بالمغرب ,الجزائر وتونس أن الصفة E-M81أو(E1b1b1b) هي الصفة المميزة بشكل خاص لذوي الأصول الأمازيغية الناطقين بها وذلك بنسبة 60 إلى 80 في المائة، وعند عرب المغرب بنسبة 30 إلى 50 في المائة، والصفة E-M78 بنسبة 2 إلى 12 في المائة عند الناطقين بالأمازيغية، وبنسبة 10 إلى 44 في المائة عند عرب المغرب، والصفة E-M35 عند الناطقين بالأمازيغية بنسبة 8 في المائة وكذلك بالنسبة للصفة J-M267، وهذا يجعلنا نستنج أن الانتماء اللغوي لا يعكس تماما الانتماء
العرقي.[3] [4]

وأثبتت الدراسات أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للأمازيغ E1b1b1b. كما وقد ثبت وجود هذا التطفر بنسب قليلة بين بدو صحراء النقب ولبنان وقبرص التركية وفي إسطمبول التركية وشمال شرق تركيا وجنوبها الغربي وفي جنوب الجزيرة العربية وجد بنسبة ضعيفة 0.6% في الإمارات العربية المتحدة[5] مما يدعم فرضية هجرة هذا العرق من غرب آسيا.

وأثبت هذا العلم أيضا أن هذه الصفة (E1b1b1b) تمثل 8% من الشعب المصري لكنها ليست من صفات الأقباط(J1 نسبتها 39.4% وE-M78 نسبتها 15.15% وR1b نسبتها 15.15% وE3b* نسبتها 6% وB نسبتها 15.15% وJ2 نسبتها 6% وK* نسبتها 3%)[6] Hassan et al أي أن المصريين والمغاربة قديما يختلفون عرقيا.

وثبت أيضا أن اليهود المغاربة ليسوا من السلالة المغربية E-M81أو(E1b1b1b) فهم يتوزعون على السلالات (5% من E1b1b1 و15% من E1b1b1a و 30% من G2a و 20% من J2 و 10% من J1 و 10% من T و 10% من R1b1c) وهذا حسب دراسة Shen et al. 2004 [7] وكذلك الأمر فإن السلالة المغربية ليست مكونا لسلالات اليهود الليبيين وهذا يوضح أن المغاربة لم يعتنقوا الدين اليهودي.

أما بالنسبة للغوانش سكان الجزر الخالدات فالسلالة المغربية تمثل بينهم 26,64% [8]

قبائل الجزائر[3] نسبة الجين المغربي عندهم أقل منه عند بعض مجموعات شمال إفريقيا المعربة. E1b1b1b (E-M81) نسبته (47.36%) وR1*(xR1a) نسبته (15.78%) و J1 نسبته (15.78%) و F*(xH، I،J2،K) نسبته (10.52%) و E1b1b1c (E-M123) نسبته (10.52%)

كتابة الأمازيغ
تيفيناغ والقلم الحميري

حروف من تيفيناغللمقال الكامل اقرأ تيفيناغ

خط التيفيناغ خط أبجدي قديم وقد قام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بمعيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتعليم الأمازيغية في بعض المدارس الابتدائية.


الخط الصفئي المتفرع عن الخط المسند الحميري والجنوبي
تشابه حروف التيفناغ مع خط الحبشة كتاب الفهرست
الثلاث نقط التي ذكرها ابن النديم تظهر بوضوح في الصورة وتؤكد صلة التيفيناغ بالحبشةكتابة التيفيناغ استعملها الأمازيغ. كما أن التيفناغ هو نفسه الخط الموصوف في كتاب ابن النديم الفهرست وقد نسبه إلى الحبشة أي إثيوبيا، حيث أنه قال: وأما الحبشة، فلهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري يبتدئ من الشمال إلى اليمين، يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط ينقطونها كالمثلث بين حروف الاسمين وهذا مثال الحروف وكتبتها من خزانة المأمون، غير الخط. هكذا يتضح أن تيفيناغ ينتمي إلى نفس مجموعة الخطوط البدائية هذا وقدم ابن النديم على أن النقط استخدمت كفواصل بين الكلمات في خط الحبشة، لكنها في خط ثمود (خط عربي قديم) رمزت إلى حرف العين نقطة ونقطتين وثلاث نقط وأربع نقط حسب الاكتشاف الأثري وفي بعضها رمز إلى حرف العين عند ثمود بدائرة صغيرة كما في الخط السبئي.[9]

كما أن علم الجينات أثبت أن 62 في المائة من طوارق النيجر لا يختلفون في جيناتهم عن باقي سكان النيجر و 9 في المائة فقط منهم يحملون الجين المميز للبربر E1b1b1b = M81 وهو عند بربر مزاب بالجزائر بنسبة 80 في المائة، وعند بربر الأطلس المتوسط بالمغرب بنسبة 71 في المائة، وعند امازيغ الأطلس الكبير مراكش 72 في المائة، هذا يعني أن من ذاب جنسهم في الجنس النيجري بهذا الشكل لا يمكن أن يحفظ كتابة، أو أن لا يستعمل كتابة أخرى[10].

يقول منظر الحركة الأمازيغية محمد شفيق '.... تسمى هذه الحروف تيفيناغ، ولقد أوّلت هذه التسمية تأويلات مختلفة، أسرعها إلى الذهن هو أن الكلمة مشتقة من 'فينيق، فينيقيا' وما إلى ذلك. قد يطابق ذلك أصل هذه التسمية، ولكن المحقق هو أن الكتابة الأمازيغية غير منقولة عنها، بل رجح الاعتقاد بأنها والفينيقية تنتميان إلى نماذج جد قديمة لها علاقة بالحروف التي اكتشفت في جنوبي الجزيرة العربية '.[11]

ويقول أيضا:“ بين حروف « تيفيناغ »، القديمة منها والتواركَية، وبين حروف الحميريين، شبه ملحوظ في الاشكال، لكنها لا تتقابل في تأدية الأصوات، إلا في حالتين اثنتين بتجاوز في التدقيق“[12]

الخط المغربي
بالعودة إلى تاريخ ابن خلدون، ينقسم البربر إلى برانس وبتر. وكانت القبائل التي فيها الكثرة والغلب بعد دخول الإسلام أوربة وهوارة وصنهاجة من البرانس، ونفوسة وزناتة ومطغرة ونفزاوة من البتر وكان التقدم لعهد الفتح لاوربة هؤلاء بما كانوا أكثر عدداً وأشد باساً وقوة‏، فهي التي حاربت العرب مع زعيمها كسيلة الذي كان ملكا على البرانس كلهم، وهي التي استقبلت إدريس الأول وبايعته وجمعت الأمازيغ على دعوته‏،‏ واجتمعت عليه زواغة ولواتة وسدراتة وغياتة ونفزة ومكناسة وغمارة وكافة بربر المغرب فبايعوه وائتمروا بأمره‏،‏ وتم له الملك والسلطان بالمغرب وكانت له الدولة التي ورثها أعقابه، وكان ملك أوربة من ملك الأدارسة إلى حين انقراضه على يد قبيلة كتامة التي قامت بدعوة الفاطميين. وفي الوقت الحاضر فإن لغة أبنائها هي العربية وهي من بين القبائل التي تعرف بالبرانس، وقبائل أخرى كغياتة وهوارة وكتامة وصنهاجة لغتهم أيضا العربية. وهذا أمر عرف قديما وليس خاصا بالأمازيغية وابن تيمية الذي عاش في القرن 13 الميلادي قال في كتابه اقتضاء الصراط: "ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وأرض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم". هكذا وقد دخل الأمازيغ الإسلام وتعلموا العربية لغة القرآن وساهموا في تطوير الخط العربي وظهور الخط المغربي بأنواعه وبالمشرق ذكر منهم البربري المحرر وولده الذي قال عنه ابن النديم أنه كان يعلم المقتدر وأولاده وكانت له رسالة في الخط والكتابة سماها تحفة الوامق لم ير في زمانه أحسن خطا منه ولا أعرف بالكتابة.

انتشار الأمازيغ
يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي جنوباً.

مع وصول الإسلام إلى شمال إفريقية، إستعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللهجات الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت لهجات المغرب العربي والتي تختلف بعض الشيء عن لهجات المشرق العربي.

ينتشر المتحدثون حالياً باللغة الأمازيغية في العديد من الحواضر (بركان، فكيك، أكادير، الناظور، الحسيمة، الخميسات، إفران،غدامس، جادو، نالوت، زوارة، كاباو،تاغما، زنزور، ورفله، سوكنة، اوجلة، تيزي وزو، البويرة، بومرداس، بجاية، باتنة، خنشلة، أم البواقي، غرداية، تمنراست، ايليزي، مطماطة، تطاوين، جزيرة جربة، تبسة، سوق اهراس، سطيف، برج بوعريريججيجل وبسكرة وادرارو قالمة وقسنطينة.) وينتشرون أيضاً على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الانتشار ببوادي وقرى المغرب العربي.

المغرب
يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي :

1 - منطقة الشمال والشرق : وتمتد على مساحة حوالي 50.000 كيلومتر مربع وتسكنها حوالي 7 مليون من الناطقين بالريفية والزناتية(الزناسنية). ويوجد الناطقون بالريفية والزناتية(الزناسنية) أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان). (ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفيت) والزناتية(الزناسنية) (ثازناسنيث) بحوالي 7 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.

2 - منطقة الأطلس المتوسط : هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 50.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. (ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 7 مليونين نسمة[ادعاء غير موثق منذ 263 يوماً]).

3- مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق (تاشلحيت / تاسوسيت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة[ادعاء غير موثق منذ 263 يوماً]). حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 80 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة

الجزائــر
حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 40إلى 50% من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 35مليون نسمة حسب إحصائيات جانفي2006 تنتشر اللغة الأمازيغية في الجزائر بمناطق كثييرة أهمها :

- منطقة القبائل: وتنتشر بها اللهجة القبائلية في المنطقة الواقعة شمال الجزائر ويبلغ عدد المتكلمين بها حوالي 07 ملايين مستعملة في منطقة القبائل التي تضم كل من ولايات تيزي وزو، بجاية ،بومرداس ،البويرة وجزء من ولاية سطيف وبرج بوعرريجو البليدة والمدية والجزائر العاصمة لتواجد الولاياة الأخيرات على حدود مع تيزي وزو وبجاية، كما أن ولاية الجزائر العاصمة 70 بالمائة من سكانها أمازيغ[بحاجة لمصدر].

- منطقة الشاوية: تستعمل بالمنطقة اللهجة الشاوية في الجزائر وتوجد كذلك بتونس من حيث التعداد البالغ قرابة 5 ملايين مستعلمة في ولايات باتنة، خنشلة وأم البواقيعامة وجزء من بسكرة وتبسة وسوق اهراس وقالمةو سطيف وكذلك قسنطينة والڨصرين(تونس) كامتداد لفروعها.

- بنو مزاب : تتركز اللغةالمزابية أساسا بولاية غرداية (تغردايت) الواقعة في الخط الأحمر بين الشمال والجنوب وهي الشبكة الجغرافية المسماة : وادي مْزاب يبلغ تعداد المتحدثين بالمزابية حوالي أكثر من ثلاثمائة ألف نسمة(300.000).

- الطوارق: تستعمل اللهجةالترقية عند الطوارق الذين يفضلون تسمية تماجيغت أي بقلب حرف الزاد بحرف الجيم، يتواجد الطوارق خصوصا بولايات تمنراست، إليزي، أدرار وبشار يبغ عدد المتحدثين بها حوالي أكثر من مليون ونصف مليون نسمة كما أن الطوارق يتواجدون كذلك في ليبيا ومالي والنيجر وحتى بوركينافاسو.

-الشناوية يتواجد استعمال هذه اللهجة بجبال الشنوة بولاية تيبازة يبلغ تعدادها حوالي 600 ألف نسمة.

الشلحة : متواجدة بولاية تلمسان على الحدود الجزائرية المغربية مستعملة ببني بوسعيد يبلغ عدد المتحدثين بها حوالي 13 ألف نسمة وأصل أمازيغ المنطقة من قبيلة زناتة.

-أمازيغ تقارقرانت: ويتواجدون بالقرب من ورقلة وتوقرت ونقوسة عدد مستعمليها غير محدد. كما يتواجد بالجزائر الكثير من المناطق الامازيغة المعربة حيث تستعمل هذه الممناطق الكثير من الكلمات الامازيغية مثلما هو الحال في ولاية جيجل وسكيدة وحتى بعض المناطق بغليزان.كما نجد لهجة تزناتيت بتيميمون ولاية ادرار ولهجة أخرى يتكلمونها في اقلي ولاية بشار وأخرى بالبيض (بوسمغون)، ويوجد بولاية البليدة امازيغ " بني صالح وبني ميصرة وبني مسعود"

تونس
يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية 000 100 نسمة ينتشرون في مطماطه، تطاوين، جزيرة جربة، ڨفصة، الڨصرين وجبال خمير.

ليبيا
يتركز أهلها في جبل نفوسة (الجبالية) وفي الشمال الغربي بمدينة زوارة (تامورت) أو (أتويلول) و(الغدامسية) في غدامس.

مصر
هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول الفاتحين العرب المسلمين في بلاد المغرب واحتكاكهم بالأمازيغ، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.

وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل الأمازيغ المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر.

التقويم الأمازيغي
يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية.

خلال حكم الأسرة الفرعونية الحادية والعشرون الذي دام مائة وثلاثين عاما تقريبا عصفت خلالها الأحداث بمصر من الداخل والخارج وعم الفساد بالدولة أنهكت الضرائب كاهل الشعب مما أدى إلى تفكك البلاد خصوصا منذ تولي سي أمون (أب آخر ملوك الأسرة الأسرة الحادية والعشرون) وبعد أن توفي سي أمون وتولى ابنه بسوسنس الثاني (آخر ملوك الأسرة الحادية والعشرون) الحكم في مصر لم يجد الفرعون بداً من محاولة حل المشاكل سلميا وأطر من خلالها إلى مهادنة مع إسرائيل أيضا التي كانت قوتها تتعاظم في فلسطين تحت حكم داود، وعقد معها صلحا مهينا تمت جميع شروطه على حساب مصر وفي هذه الفترة ظهر الزعيم الأمازيغي شيشنق وبدأ يعد خطة صامتة ولم يلجأ إلى خلع الفرعون بسوسنس الثاني آخر ملوك هذه الأسرة ولكنه انتظر حتى يموت حيث قام بعد ذلك قام بتوطيد مركزه العسكري والديني في الدولة وأدرك شيشنق منذ البداية أنه ليحكم هذه البلاد عليه أن يكسب ود الشعب المصري وذلك بالحفاظ على مورثاتهم ومعتقداتهم الدينية التي كانوا يعتزون بها وساعده في سيطرته نفوذ عائلته الديني في البلاد، حيت يتضح من النقوش المصرية أن والد شيشنق الأول ورث عن أجداده منذ مواساته رئاسة الكهنة في طيبة، وحمل لقب الكاهن الأعظم..[بحاجة لمصدر] فاعتلى الملك شيشنق الحكم سلميا وبرغبة من الشعب المصري نفسه آنذاك سنة 959 قبل الميلاد أي بعد موت الفرعون الأعظم بسوسنس الثاني مباشرة وهذا هو سبب احتفال الأمازيغ برأس السنة الأمازيغ.[بحاجة لمصدر] وتجدر الإشارة أن مصر كلمة أمازيغية محرفة من أصلها الثابت " مزرَ " والتي تعني باللغة العربية " ذات الأحجار " نسبة إلى كثرة الأحجار في رمال الصحراء المصرية الفرعونية.

تختلف العادات الأمازيغية من منطقة وحقبة زمنية إلى أخرى. عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع أنتشارها في الحضارات البحر الأبيض المتوسطية يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيت نموذجين لهذا التأثير الحضاري.

تانيث
تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير ألههم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ماأشار إليه الأستاذ مصطفى بازمة من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا، ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت باسم آثينا بحيث أشار كل من هيرودوت وأفلاطون أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا.

ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة.

إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ماذكره هيرودوت وابن خلدون كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كنا أشار إلى ذلك هيرودوتس. وبطبيعة الحال وحد الأمازيغ الإله قبل دخول الإسلام، فمن خلال عبادتهم للطبيعة وصلوا توصلوا إلى توحيد الإله المعبود وكان يُطلق عليه اسم " أكوش " أو " أوشت "

من خلال نقوشات موجودة في شمال أفريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية.

يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال أفريقيا ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين باليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح.

المسيحية

القديس أوغسطينآمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال توتيلينونس وأرنوبيوس، كما برز أوغسطين كأحد أعظم آباء الكنيسة، وكذلك تحكي المراجع العربية أن كسيلة بن لزم كان على النصرانية وقد تكون قبائل البرانس التي كان على رأسها كذلك كانت على هذا الدين.

الإسلام
وآمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد، وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبت الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه في نص ماقاله ابن خلدون:

(وأما تخلقهم بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد‏.‏ وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم‏.‏ وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه‏.‏ فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم‏)..
(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام :دين الله لصبيانهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين :أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في :آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله :وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).
اللباس والطبخ الامازيغي
جلابة والَجَرِدْ والبرنس والحولي وهي أقدم لباس امازيغي في شمال أفريقيا فيما يعتبر كسكسو أو الكسكس أو الكسكسي أشهر أطباق الامازيغ وهو أيضا طبق يعود تاريخه إلى ما قبل الإسلام

عادات الأمازيغ
العادات والتقاليد الاجتماعية روافد التأثير الإسلامي إلى الأمازيغية إضافة إلى أنهم يتخذون أنواع العادات والفنون والإحتفالات وسائل للتلقين والاستيعاب والفهم. ومن أهم العادات التعليمية التي نذكر منها: التعليم الليلي وعرس القرآن وبخاري رمضان والمولد النبوي ثم أدوال بنوعيه: النزهة والسياحات.

التعليم الليلي
للمسجد (تِيمْزْكِيدَا) في حياة الأمازيغيين أهمية قصوى يؤكدها اعتباره النادي العام لأهل القرية ولايختلف عنه إلا من لأخير فيه، ولأستاذ المسجد احترام، وهو الإمام، والمؤذن (غالبا) وقارئ الحزب، ومعلم الدروس المسائية لعموم أطفال القرية، الذين وجدوا في التربية الإسلامية بالأمازيغية عادات تحفزهم للتلهف على حضور دروس المسجد الليلية المختلفة عن الدروس النهارية التي تعلم الملازمين دراسة القراءة والكتابة باللغة العربية وحفظ القرآن، فالليل يخصصونه للمراجعة عندما يتفرغ أستاذهم للدراسة الليلية التي تهتم كل مساء بتعليم الأطفال ذكورا وإناثا، وبالرعاة والحرفيين الذين لاوقت لهم للدراسة نهارا، وبهذه الدروس يتعلمون قواعد الإسلام، وأحيانا قد يضطر بعض الأساتذة لتغريم المتخلفين.

وللأطفال عادات يمارسونها تشوقهم إلى هذه الدروس الخاصة، كاعتيادهم الانطلاق بعد صلاة المغرب في عموم أزقة القرية مرددين إنشادات جماعية بأصوات طفولية موحية تحث الصغار على الالتحاق بالمسجد لتلقي الدروس الدينية، التي لايتخلف عنها ذكورهم وإناثهم ما لم يبلغوا سن الاحتلام، وعادة مايلتقي الجميع في الطريق المؤدي إلى المسجد فيكونون صفا واحدا حاملين الحطب (ليستعمل في الإنارة وتدفئة ماء الوضوء) وهم يرددون مرددات خاصة بتلك المسيرة. وقد ثمن ديكو دي طوريس هذه الدروس في إحدى ليالي سنة 1550م، التي شاهد فيها كيف يعلم بها الأمازيغيون أولادهم، وبعدما وصفها بدت له معقولة جدا إذ بعد أن يرعى الأطفال قطعانهم طوال النهار يجتمعون عند المساء في منزل معلم، وعلى ضوء نار عظيمة يوقدونها بالحطب الذي حملوه معهم يستظهرون دروسهم.

عرس القرآن
هناك عادات هيأها الأمازيغيون لتنتقل عبرها الأفكار الإسلامية من العربية إلى الأمازيغية بطرق غاية في التشويق والإيحاء. ومن أبرز تلك العادات سْلُوكْتْ التي تدعم الحضور الإسلامي في البيئة السوسية، فأثناءها يقرأ القرآن جماعيا، وتنشد قصيدتا البردة والهمزية للإمام البصيري، وكل ذلك باللغة العربية، ويتم فيها الشرح بالأمازيغية، لأن كل الفقهاء الأمازيغيين يفسرون معاني القرآن على قدر الطاقة.

إن سّلُوكْتْ احتفال خصصه الأمازيغيون لـالطّلبة كي يحضروا في جميع المناسبات، ويؤكدوا على حضور الإسلام في كل الممارسات، ولحضور مناسباتها يكون الطلبة قد تهيؤوا واستعدوا وتزينوا بأحسن ماعندهم، ويستقبل مجيئهم بغاية الفرح والسرور، ويجلسون في أحسن مكان وعلى أجمل فراش، وتقدم إليهم أحسن أنواع الأطعمة، ويعبرون عن فرحتهم بحماسهم في أداء تاحزابت، وإنشاد شعر يمدح الكرماء في مايسمونه تّرجيز. ويعتمد حفل سْلوكْتْ على ثلاث دعائم: تاحزّابت والبوصيري وتّرجيز، ولكل منها دور في التفاعل القوي بين الأمازيغيين والمتن الإسلامي.

تاحزّابت
تاحزّابت نسبة إلى حزب القرآن الكريم، والمقصود بها نوع من أداء قراءة القرآن برفع الصوت بأقصى مافي حلوق الطلبة من قوة وتمطيط في القرآن جماعة في منتزهاتهم (أدوال)، أو في المواسم التي يتلاقون فيها. ولانراها بعيدة عن هدف تحريك مشاعر الأمازيغيين بطريقة إنشادية لمتن لايعرفون معانيه، ولكن طريقة إنشاده تخلق بجلالها تواصلا رائعا، ويتجلى تأثيرها البهيج على ملامح القراء الذين يؤدونها بحماس تجسده حركاتهم الموقعة بإيقاع طريقة القراءة، ويعبر عنه اندماجهم المطلق في الأداء، وكذلك ترحيب الناس وتشجيعهم لجودة القراءة. ولعل هذه الإحتفالية هي سر المحافظة عليها رغم ماواجههم من انتقادات، وقد قاومهم كبار العلماء ولكن لم يفيدوا فيه شيئا، وقد اهتم الشعر الأمازيغي التعليمي بالمتن القرآني، فنظمت أبيات ومقاطع بعضها خاص بالرسم القرآني، وبعضها بالتجويد. وكثيرا ماتنشد بالأمازيغية خلال حفل سلوكت القرآني.

البردة والهمزية
لاوجود لحفل سلوكت بدون إنشاد رائعتي البوصيري: البردة والهمزية وإذا كانت تاحزابت قناة للقرآن في مجال التفاعل بين الإسلام والأمازيغيين فإن البردة والهمزية قناتان للمديح النبوي من تأليف الإمام البوصيري (ت 696 هـ ـ 1296 م)، اكتسبتا نوعا من القدسية التي يوحي بها تلازمهما لـتاحزّابت القرآن، ولأن الاعتقاد في قدرات القرآن امتد إلى كتب دينية مثل صحيح البخاري ودلائل الخيرات (للجزولي) الذين يحظيان في شمال أفريقيا باحترام بالغ، إلا أن أهم مثال في هذا المجال هو: البردة التي ترجمت إلى الأمازيغية وتكتب بها التمائم، وتنشد عند الدفن وتكتب على جدران المساجد، وتعتبر مع الهمزية ملازمتين لـسلوكت القرآنية أكثر من غيرهما من جل ماألف في المجال الإسلامي، ثم إن إنشادهما في نصهما العربي صار من أروع وأعذب الألحان التي يتأثر بها المستمعون في احتفالهم بالطلبة.

تّرجيز
الـتّرجـيز صيـغة أمازيغية لكلمة الترجيز في العربية، والمقصود بها في حفلة سلوكت إنشاد الأشعار العربية بطريقة خاصة، إذ يبدؤها فرد واحد منهم ثم يرددها بعـده الآخرون، ويتدخل آخر مضيفا أو مجيبا سابقه. ويمثل هذا الترجيز قمة التفاعل بين المستمعين الأمازيغيين الذين يجهلون العربية، وبين الطلبة الذين قد يدركون بعض معاني ماينشدون، والعلاقة الجامعة للتأثر بين المستمعين والقراء هي طريقة الإنشاد مما له علاقة واضحة عند العارفين بطريقة إنشاد حوار العقول الشعرية خلال العرض الشعري في أحواش، ومن أجمل مايوحي بوجود تلك العلاقة، ذلك الشعور الغامر الذي يعكس فرحة التأثر بمقروء سلوكت نهارا، وفرحة التمتع بالشعر المنشد في أحواش ليلا، تلك العادة التي تواكب قراءة القرآن في تاحزّابت وإنشاد الأشعار العربية في الاحتفال بـالطلبة في المواسم الكبرى حيث يلتقي عشرات الحفاظ في مجموعات يخصص لها مكان معين في الموسم. وتتناوب المجموعات على قراءة ربع حزب من القرآن لكل جماعة على حدة، فإذا وصل دور مجموعة منهم جاء جميع الحاضرين، ووقفوا عليهم يحصون عليهم الأنفاس، فإذا مالوا ولو خطأ في وقف أو إشباع أو قصر أو توسط أو غير ذلك من أنواع التجويد صفق لهم جميع الحاضرين من الطلبة تشهيرا للسامعين بعظم الزلة، وربما سمع التصفيق العوام المشتغلون بأنواع الإتجار خارج المدرسة فيصفقون هم أيضا لما رسخ في أذهانهم من فظاعة ذلك.

إننا نسمع كثيرا من يقول عن سلوكت إنها تامغرا ن لقرآن، أي عرس القرآن، لأنها احتفال له مقوماته الخاصة. إننا فعلا في عرس لايهتم بمباشرة تبليغ خطاب ديني بالأمازيغية، ولكن جلاله وجماله والإعتقاد في حصول الثواب به هو الذي جعلهم يقبلون عليه بكل حواسهم مخصصين له النهار كله كما يخصص قسط من الليل لاحتفال أحواش. يجب ألا نرى الاحتفال بالقرآن في عرسه تامغرا ن لقرآن مناقضا لاحتفال الرمز الشعري في عرسه: أحواش لأن العادات الأمازيغية تعتبرهما غير متناقضين، بل إن أحدهما يكمل الآخر بأداء وظائف محددة، ذلك أن سلوكت احتفال بكلام الله، وسنة رسوله وبحُفّاظهما، أما أحواش فاحتفال بفنية كلام العباد، وبنبل أعمالهم المعبر عنها بلسان الشعراء ءيماريرن ورّوايس إن سلوكت وأحواش احتفالان لاتتم بهجة مناسبة أمازيغية بدونهما، بل إن من عوائد المغرب وخصوصا سوسنا الأقصى، أن الأعراس والختمات القرآنية في الأفراح والإحتفالات عندهم سواء.

مشاهير الأمازيغ
مقال تفصيلي :مشاهير الأمازيغ
طارق بن زياد
يحيى بن يحيى بن كثير:
" كان أحمد بن خالد يقول: لم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس، منذ دخلها الإسلام، من الحظوة وعظم القدر وجلالة الذكر ما أعطيه يحيى بن يحيى."


عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير مسند الأندلس:
" قال ابن باشكوال: لقد قيل إنه شوهد يوم موته البواكي عليه من كل ضرب، حتى اليهود والنصارى. وما شوهد قط مثل جنازته، ولا سمع أحد حكى أنه شهد بالأندلس مثلها، رحمه الله."


محمد بن عبد الكريم الخطابي
" فأنت، أبقاك الله ومتعك بالعافية، قد كنت قي تاريخ العرب الحديث نفحة علوية من مجد آبائنا الغر الميامين، وكنت قي ضمير كل عربى صدى للأمانى البعيدة التي لا تزال ترددها دماؤنا قي أبداننا العربية الحية، وكنت قبسا من فضائل أسلافنا يحدث عن نفسه بلسان عربى مبين، وكنت برهانا جديدا لأهل البغى على أن العربى لا يذل أبدا ولا ينام على الضيم يراد به. ثم كتب الله لك بعد عشرين سنة من الأسر أن تعود كما كنت عربيا حرا حمى الأنف ذكى الفؤاد، تأنف لأمتك وعشيرتك أن يروا ميسم ذلهم وهوانهم على جبين أكرمه الله بالنصر مرة، وامتنحه بالأسر تارة أخرى. فعش قي حمى مصر أيها الرجل أميرا على قلوب مليون نسمة من العرب وأربعمئة مليون من المسلمين، وجزاك الله عما قدمت للعرب أكرم جزاء وأوفاه."[13]

Formulaire de contact

Nom

E-mail *

Message *